مسؤولون أمميون: "مؤتمر المحيط" فرصة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة
مسؤولون أمميون: "مؤتمر المحيط" فرصة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة
يمثل مؤتمر الأمم المتحدة الثاني حول المحيط فرصة للتنمية الاقتصادية المستدامة، وتحسين الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل للشباب في جميع أنحاء العالم، كما يمثل مسؤولية المجتمع الدولي لضمان حماية المحيطات من التلوث وآثار تغير المناخ، وفقا للمسؤولين القائمين على استضافة المؤتمر.
وأوضح السفيران مارتن كيماني من كينيا وآنا باولا زاكارياس من البرتغال، المضيفان المشاركان لمؤتمر الأمم المتحدة حول المحيط في لشبونة، في حوار مع موقع أخبار "الأمم المتحدة" أن موضوع اليوم العالمي للمحيطات هذا العام 2022 هو "تنشيط العمل الجماعي للمحيطات"، وأهمية العمل معا لإنقاذ محيطنا.
وسيجتمع قادة العالم والشباب ورجال الأعمال والمجتمع المدني في لشبونة عاصمة البرتغال، غدا الموافق 27 من شهر يونيو، في مؤتمر الأمم المتحدة الثاني حول المحيط، لتعبئة العمل وإيجاد حلول مبتكرة قائمة على العلم تهدف إلى بدء فصل جديد من العمل العالمي المتعلق بالمحيطات.
.jpg)
قالت "زاكارياس": هذا مؤتمر أساسي للبرتغال، حيث يرتبط المحيط بشكل كبير تاريخنا، بثقافتنا، بمناظرنا الطبيعية، باقتصادنا.. هناك أيضا صلة بالتزامنا بتعزيز التعددية والمضي قدما في جدول أعمال المحيط، وكذلك بشأن المسائل المتعلقة بتغير المناخ.
وأضافت: "نأمل في أن يكون لدينا حوالي 12 ألف مشارك من جميع أنحاء العالم.. وقد تلقينا بالفعل تأكيدا من 15 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى العديد من المنظمات غير الحكومية، ومشاركين من المجتمع المدني، وأفراد من الأوساط الأكاديمية، ومن منظمات الشباب، ومن المجتمعات المحلية، حتى بعض المشاهير، مثل المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري، والممثل الأمريكي ومناصر البيئة جيسون موموا".
ومن جانبه قال "كيماني": "هناك اعتراف متزايد بأنه يجب علينا عكس اتجاه التدهور في صحة المحيطات وتحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة.. وللبناء على هذا، تعمل كينيا والبرتغال، جنبا إلى جنب مع الأمم المتحدة، على تمهيد الطريق لاتخاذ قرارات من شأنها توسيع نطاق الإجراءات المتعلقة بالمحيطات القائمة على العلم والابتكار".
وأصاف "كيماني": يتمتع الساحل الكيني بموارد طبيعية غنية تشمل غابات المنغروف والشعاب المرجانية والغابات الأرضية والشواطئ الرملية وأحواض الأعشاب البحرية، هذه تولد تنوعا بيولوجيا عاليا ومياه منتجة والتي بدورها تدعم الاقتصادات وسبل العيش.
وأوضح: "من خلال العمل عن كثب مع المجتمعات الساحلية، أعطت الحكومة الأولوية لتعزيز رفاهية المجتمعات الساحلية من حيث الفرص الاقتصادية والحماية الاجتماعية وضمان المرونة في مواجهة الكوارث الطبيعية وتأثير تغير المناخ، وتقليل مخاطر الاستغلال المفرط والأساليب الخطرة لاستخدام المحيطات مصادر، على سبيل المثال، مشروع ميكوكو باموجا Mikoko Pamoja الذي يعني "أشجار المانغروف معا" باللغة السواحيلية هو مشروع ائتمان الكربون الأزرق المستند إلى المجتمع في مقاطعة كوالي على الساحل الجنوبي لكينيا".
.jpg)
وبدعم فني من معهد كينيا للبحوث البحرية ومصايد الأسماك (KMFRI) وشركاء آخرين، تعمل المجتمعات الساحلية على إعادة زراعة وإدارة واستعادة غابات المانغروف المتدهورة، والتي ثبت أنها تكافح تغير المناخ من خلال التقاط الكربون وتخزينه.
يتداول مشروع ميكوكو باموجا في أرصدة الكربون في أشجار المانغروف منذ عام 2013، تُستخدم الإيرادات الناتجة عنه في دعم المشاريع المجتمعية في مجالات المياه والصرف الصحي والتعليم والحفاظ على البيئة.
وقال: بالقيمة الحقيقية، هذا يعني أن السكان المحليين قد تم تمكينهم لاتخاذ قرارات إنفاق واستثمار ديمقراطية مثل شراء الكتب المدرسية الجديدة، والأثاث، وتوفير نقاط المياه، حيث يعتمد 73% على الأقل من 6 آلاف ساكن في قريتي غازي وماكونجيني على نقاط المياه التي يوفرها المشروع.
ومن جانبها قالت "زاكارياس": "نحن بحاجة إلى إظهار وإثبات وجود صلة بين المحيطات والمناخ، خاصة لأن كلا العنصرين أساسيان لما نريد تحقيقه مع المجتمعات المحلية، التي غالبا ما تشعر بالتهديد بسبب الوضع المشترك لتغير المناخ وزيادة الماء".
وأضافت: "يجب أن تكون هذه الحلول مستدامة وتحتاج إلى مراعاة سبل عيشها.. نحن بحاجة إلى إقامة حوار قوي مع أصحاب المصلحة ولكن أيضا مع الحكومات المحلية والإقليمية، لأن لديها أيضا رأيا في ما يمكننا القيام به.. لهذا السبب نقوم بتنظيم حدث خاص خلال المؤتمر".
وذكرت "زاكارياس": "هذا الحدث، المعنون (توطين العمل من أجل المحيط: الحكومات المحلية والإقليمية) يركز على كيفية تفاعلنا مع المجتمعات المحلية، وإحضار معارفها إلى طاولة المفاوضات ونناقش معها السبيل لنصبح أكثر استدامة، ولتصبح مصايد أسماك أكثر استدامة، والسياحة الساحلية أكثر استدامة".
وتابعت: "تعتبر المحيطات أساسية للحياة على الأرض، فهي توفر الغذاء، ولكن أيضا العديد من العناصر المهمة الأخرى في حياتنا.. يمكننا استخدام المحيطات للاستمتاع، للسياحة، للرياضة، للنقل البحري، وهناك العديد من الطرق التي توفر المحيطات من خلالها الاستدامة لحياة المجتمعات".
وأضافت: "آمل حقا في أن يعزز هذا المؤتمر ذلك، سنعقد حوارا تفاعليا حول الاقتصاد الأزرق المستدام.. عندما نتحدث عن الاقتصاد الأزرق المستدام، علينا أن نفكر في مصايد الأسماك، والتنوع البيولوجي، وكذلك كل الثراء الموجود في قاع البحر".
وقال "كيماني": تعطي كينيا الأولوية للاستخدام المستدام لموارد المحيطات والاقتصاد الأزرق كعامل تمكين لرؤيتنا 2030، وتعد كينيا جبهة اقتصادية ناشئة، ومن المتوقع أن يساهم الاقتصاد الأزرق في تنميتنا الاقتصادية من خلال الأمن الغذائي والتغذوي، التنمية الساحلية والريفية وعائدات الدخل على طول سلاسل القيمة المائية والنقل البحري والسياحة.
وأضاف: "اعترافا بدور الشباب، سننظم أيضا منتدى شباب المحيط، وهو حدث خاص على هامش المؤتمر سيوفر منصة للعمل في المحيطات وتنفيذ الحلول التي يقودها الشباب على نطاق واسع لمعالجة الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة.. يجب علينا توفير مساحة للشباب للمشاركة والمساهمة في قطاع الاقتصاد الأزرق سريع النمو".
وأضاف: "تؤدي البطالة، لا سيما على طول الساحل الكيني، إلى جعل الشباب عرضة لخطر الانجرار نحو الجريمة والمخدرات والتطرف العنيف الذي يؤدي إلى الإرهاب".
وتعمل وحدات إدارة الشواطئ، على مستوى المجتمع على تجنيد الشباب من ذوي الخلفيات التعليمية الرسمية وغير الرسمية، وتوفر لهم التدريب على الحفاظ على البيئة، وتخلق فرصا متواضعة للمشاريع الاجتماعية، ودخلا ثابتا في تربية الأحياء المائية.